استراتيجية التغيير الفعـّال
من منا يريد أن :ـ
يغير من عادته السلبية ويكتسب عادات إيجابية .
يطور في قدراته وينمى معارفه ومهارته .
يضع خط للنجاح في الحياة ليحقق المأمول الذي ينشده .
يطور في منظمته أو مجال عمله .
يساعد من حوله على تطوير قدراتهم وتعليمهم مهارات التخطيط للتغير الإيجابي .
إذن تعال معنا لنتعلم وننجح بإذن الله في تطبيق هذه الإستراتيجية المبسطة في إدارة التغيير الإيجابي .
حيث
سنقدم هنا لك موجز مبسط عن كيفية التخطيط للتغيير الإيجابي ، وأود هنا أو
أوضح أن هذا الأمر ليس للقراءة والمطالعة بل هي إستراتيجية عملية تطبيقية
تقتضي منك أن تطبق من تعلمته هنا ، وتلاحظ التغييرات وتتشارك معنا في تدوين
ملاحظاتك وتحصل منا هنا على تغذية راجعة تساعدك على تحسين مستوى إنجازك .
والآن فلنبدأ ....
أولا : مرحلة الإعداد :ـ
1- حدد هدف تريد تحقيقه أو مهارات تريد اكتسابها أو مهمة تريد تنفيذها . مثال : أنا أريد احفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم ، أو مثال أخر : أنا أريد أن أكتسب مهارات الحديث أمام الجمهور .
ثم تخيل نفسك وقد حققت الهدف واجعل لديك صورة ذهنية محفزة تحفزك للشعور بالإيجابية أثناء حصولك على هذا الهدف .
2-
حدد قدوة لك أو نموذج رائع في تعرفه حقق هذا الهدف سابقاً وتخيل كيف حققه
واجمع معلومات عنه وأدائه والعوامل التي جعلته يحقق هذا الهدف والسياق
والمحيط المحيط به الذي ساعده على تحقيق الهدف .
ومن
الممكن أن تكون أنت نفسه تلك القدوة ، حيث ممكن أن تكون أنت ذاتك قد سبق
لك وحققت هذا الهدف الذي تريده والآن أنت تريد أن تحققه مرة أخرى .
3-
احضر أقلام وأوراق وجهز مكان هادئ للتدوين والتفكير بهدوء ولتكن لديك 6
أوراق احدها للوضع الراهن والثانية للوضع المأمول والثالثة لتحديد الفجوة
بين الواقع والمأمول والثالثة للخطة والرابعة : لتدوين الملاحظات والتحسين
والخامسة لتدوين الملاحظات أثناء التنفيذ ، والسادسة للتوصيات الختامية بعد
التنفيذ .
المرحلة الثانية : مرحلة التخطيط :ـ
1-
تحديد الوضع الراهن : اكتب على الورقة ما وضعك الراهن الآن مقارنة بهدفك ،
ماذا تفعل فعلاً في واقعك ، وماذا تمارس وكيف تفكر وما اعتقاداتك ومشاعرك
حيال ذلك وهل هذا يساعدك على تحقيق الهدف .
مثال :
إنا ألان أضيع الأوقات ولأحدد وقت لقراءة القرآن وأصدقائي لا اهتمام لهم
بقراءة القرآن ولا يوجد عندي مصحف خاص بالقراءة ، و لم أجهز وقت خاص
للقراءة .
2-
تحديد الوضع المأمول : اكتب هنا ما يجب أم تفعله لتحقيق الهدف ولكنك لا
تفعله الآن بل هو مأمول فقط ، وقد يكون هنا أن تدون ما يفعله القدوة من
سلوك واعتقاد إيجابي ومشاعر تساعده على تحقيق الهدف او ممارسة السلوك
الإيجابي .
مثال :
قدوتي لديه مصحف خاص للقراءة ولديه وقت مخصص يومياً للقراءة وهو مشترك في
أكثر من موقع للتسميع والتلاوة وهو مشترك في حلقة لحفظ القرآن .
3-
حدد الفجوة بين الواقع والمأمول : اي حدد الفجوة بين رقم 1 ورقم 2 ، أي
حدد السلوكيات والأفكار والاعتقادات التي جعلت قدوتك ينجح في ممارسة السلوك
أو المهارة ولم تجعلك تنجح في ذلك .
والآن
حدد ما الأفكار والسلوكيات والمهارات السلبية التي يجب أن تتوقف عنها
وتتخلى عنها لتحقق المأمول وما هي الأفكار والسلوكيات والمهارات الإيجابية
التي يجب ان تحافظ عليها أو تكتسبها وتعززها لديك .
ملاحظة :
كن صادقاً وشفافاً مع نفسك ، فلا تكن مبالغاً بالإحباط ولا مبالغاً بالمدح
لذاتك ، ولا تتهرب من مواجهة الحقيقة فأنت وحدك من قيم نفسك .
4-
ضع خط للتغيير : ضع خطة تبين ماذا ستفعل لتحقيق الهدف وتشمل السلوك الذي
ستفعله وهو إجابة على سؤال ماذا ستفعل ولماذا ستفعل ومتى ستفعل وكيف ستفعل
وبكم من المال والجهد ستحقق ذلك ومع من ستفعل وكيف سيساندونك وتقنعهم
ويدعموك ولمن ستقدم هذا السلوك والمستفيدين منه وأين ستمارس هذا السلوك وهل
يوجد وسيلة لتقويم السلوك وماذا لو لم تنجح وماذا لو نجحت وماذا بعد
اكتساب أو تنمية هذا السلوك .
5-
مرحلة إجراء التغيرات ( مرحلة التنفيذ ) : هنا ابدأ في إجراء التغييرات
وتنفيذ الخطة وأبدا بالتدريج ولا تقع في مطب مناشدة الكمال بل كن متدرجاً
ولا تحبط فإن فشلة أعد المحاولة مع التعلم والتغيير وتذكر أن الصبر
والمبادرة والالتزام بالتطبيق والاستمرارية هي من عوامل النجاح .
لذلك كن مثابراً وصبوراً حتى تنجح وتوكل على الله ولا تعجز .
6-
التحسين باستمرار : دائماً بعد تنفيذ الخطة وممارسة السلوك قم بتدوين
الملاحظات وحسن أدائك باستمرار وتسأل دائماً كيف أحسن أدائي ما الفرق الذي
يصنع الفرق بيني وبين قدراتي .
وقم بتحويل التحسين إلى خطة عمل وباشر الفعل .
المرحلة الثالثة : مرحلة التغذية الراجعة:ـ
1- دون ملاحظاتك بشكل مستمر .
2- اشكر وكافئ نفسك على كل نجاح وفي تنفيذ الخطة
3- أشركنا في معرفة إنجازاتك من خلال تدوين ما تم إنجازه بشكل دائم هنا حتى نساعدك في تقديم التغذية الراجعة والتحسين المستمر .
وأخيراً :ـ
تذكر دائماً رعاك الله :ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن
القوي خير، وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كلٍّ خير. احرص على ما
ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت
كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل
الشيطان" رواه مسلم.
إخوتي ، رجاءً مع سعادتي بتعليقاتكم وشكري وتقدير سلفاً لتفاعلكم ، لا أريد منكم تعليقات حول جمال وروعة ما كتب .
بل أريد منكم تطبيق ما كتب في أي مجال من مجالات حياتك ، ثم إشراكنا في التعلم من تدوين التغذية الراجعة حول ما قمت بتطبيقه .
وأرجو أن تدون لنا دوماً هنا أثناء التطبيق ، ما الذي تعلمته ، فكل ملاحظة تدونها هي مفتاح لنا لنتعلم المزيد .
و الله أدعو لكم بدوام التوفيق ، وأن تكون هذه الإستراتيجية باب خير يساعدنا جميعاً في تحسين حياتنا بما يرضى الله .
